يتميز حفل افتتاح الدورة 18 لمهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير ، الذي تحتضنه قاعة المناظرات بإفران مساء الخميس فاتح شتنبر 2016 ، بتكريم مستحق لممثل مغربي كبير أعطى الشيء الكثير لفن التشخيص المسرحي والسينمائي بشكل خاص . يتعلق الأمر بالصديق مصطفى منير ، الذي ألفنا حضوره بمختلف المهرجانات السينمائية المنظمة ببلادنا ، كما تعودنا على تدخلاته في مناقشات الأفلام والندوات وغير ذلك من الأنشطة السينمائية والفنية عموما .
وبمناسبة هذا التكريم ، المتأخر نسبيا ، نقترح ورقة تسلط بعض الأضواء على أعماله المختلفة وعلى جوانب من مسيرته الفنية :
مصطفى منير ، المزداد سنة 1946 قرب مطار النواصر بنواحي الدار البيضاء ، ممثل مسرحي وسينمائي وتلفزيوني جمع في مسيرته الفنية بين التشخيص والتأليف والمحافظة العامة والمساعدة في الإخراج وكتابة السيناريو ومهام أخرى .
انطلقت هذه المسيرة منذ مرحلة التعليم الثانوي مع الرائد عبد القادر البدوي في مسرحية " دار الكرم " ، ثم التحق بعد ذلك بالمركز المغربي للأبحاث المسرحية " (أو المركز الوطني للفن الدرامي) بالرباط وتخرج منه بدبلوم ممثل سنة 1963 .
سافر إلى فرنسا وإيطاليا لاستكمال دراسته الفنية بعد نجاحه في مباراة وطنية وحصوله على منحة ، وعندما تأسست فرقة المعمورة المسرحية ، التابعة لكتابة الدولة لدى الوزير الأول المكلفة بالشبيبة والرياضة ، في أكتوبر 1966 ، أصبح عضوا فيها إلى جانب خيرة الممثلين والمؤلفين والمخرجين آنذاك ، إلى أن توقفت أنشطة هذه الفرقة الرائدة ابتداء من 17 يناير 1975 ، وفي هذه السنة أصبح عضوا في فرقة مسرح محمد الخامس بالرباط إلى حدود سنة 1989 .
بالإضافة إلى نشاطه المسرحي كمؤلف لحوالي 68 مسرحية ومشخص للعديد من الأدوار إلى جانب ممثلين رواد كأحمد الطيب لعلج ومحمد الحبشي وفاطمة الركراكي وثريا جبران والبشير سكيرج وغيرهم ، كتب مصطفى منير سيناريوهات مجموعة من الأعمال التلفزيونية (أفلام ومسلسلات) في الفترة من 1964 إلى 1979 من بينها " الحنصالي " (فيلم) و " الزهرة بنتي " (فيلم) و " د 49 " و " قنطرة الأحلام " و" داري " (مسلسل في 15 حلقة) و " المبروك " وهي مسرحية صورت للتلفزة المغربية سنة 1969 من تشخيصه رفقة فاطمة الركراكي ومحمد عاطفي والمحجوب الراجي ...
عمل طيلة سنوات إلى جانب الرائد المسرحي الطيب الصديقي ، كما رافق المبدع المتعدد المواهب أحمد الطيب لعلج في جولات مسرحية ناجحة داخل المغرب وخارجه ، بتونس والجزائر والقاهرة وفرنسا بالأساس ، وذلك على امتداد 18 سنة .
أما في المجال السينمائي فقد كتب سيناريو فيلم قصير بعنوان " البزطام " وشارك بصوته في دبلجة مجموعة من الأفلام الهندية إلى العربية الدارجة رفقة الرائد إبراهيم السايح ، كما اشتغل كممثل أو مساعد في الإخراج في ثلاثين فيلما مغربيا وحوالي خمسين فيلما أجنبيا .
من الأفلام المغربية والأجنبية التي شارك فيها نذكر العناوين التالية : " الحياة كفاح " (1968) لمحمد التازي بن عبد الواحد وأحمد المسناوي ، " كان ذات مرة الليجيون " (1976) لديك ريتشاردز ، " المسيح الناصري " (1977) للإيطالي فرانكو زيفيريللي ، " القنفودي " (1979) لنبيل لحلو ، " السراب " (1979) لأحمد البوعناني ، و " الرجل القادم " (1979) لجورج سارافيان ، " إبن السبيل " (1981) لمحمد عبد الرحمان التازي ، " للا شافية " (1982) لمحمد التازي بن عبد الواحد ، " أفغانستان لماذا ؟ " (1983) لعبد الله المصباحي ، " عباس أو جحا لم يمت " (1986) لمحمد التازي بن عبد الواحد ، " الديك الأحمر " (1988) لهيربير رداند ، " طبول النار " (1990) لسهيل بنبركة ، " قاعة الإنتظار " (1991) لنور الدين كونجار ، " بين الغياب والنسيان " (1993) لداوود أولاد السيد ، " ياريت " (1994) لحسن بنجلون ، " أنا الفنان " (1978 – 1995) لعبد الله الزروالي ، " سارق الشوفة " (1995) لمحمد عبد الرحمان التازي ، " للا حبي " (1996) لمحمد عبد الرحمان التازي ، " عايدة " (2014) و " الحنش " (2016) لإدريس المريني ...